"لا كهرباء ولا ماء".. الذعر يسكن بورتسودان بعد استهداف الميناء والمطار
"لا كهرباء ولا ماء".. الذعر يسكن بورتسودان بعد استهداف الميناء والمطار
عاش سكان بورتسودان، المدينة الساحلية التي طالما اعتُبرت ملاذاً آمناً، أياماً عصيبة بعدما طاولتها نيران الحرب التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عامين، وغطّى دخان كثيف سماء المدينة بعد أن استهدفت هجمات متكررة منشآت حيوية، ما أدخل الخوف في نفوس السكان وأعاد إليهم كوابيس النزوح التي ظنّوا أنهم قد تجاوزوها.
استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع منذ الأحد الماضي مطار بورتسودان وميناءها، إلى جانب مستودع الوقود الرئيسي ومحطة الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن المدينة، وفق فرانس برس.
وتكررت الهجمات على مدار ثلاثة أيام، كان أبرزها هجوم الثلاثاء الذي ضرب المطار المدني الدولي، الشريان الأساسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى السودان.
السكان يواجهون الخوف
قال سامي حسين عبد الوهاب، وهو من سكان المدينة، إن "الناس بدأت تخاف"، مشيراً إلى تصاعد أعمدة الدخان في مشهد غير مسبوق، وعبّر محمد أحمد كرار عن غضبه قائلاً إن "استهداف المستودعات والمطار استهداف للمواطنين أنفسهم"، أما سالم عمر إبراهيم، فقد أكد أن هذه الهجمات أصابت مؤسسات "يستفيد منها المواطن قبل الدولة".
وعبّرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كلمنتين نكويتا-سلامي، عن "الصدمة والقلق العميق" إزاء الهجمات التي تطال البنية التحتية المدنية.
ووصفت مطار بورتسودان بأنه "شريان حياة" للعمليات الإنسانية، وفي ظل تواصل الحريق في مستودع الوقود لأكثر من 36 ساعة، امتدت طوابير الوقود لمسافة كيلومتر في بعض المناطق، في مشهد يعكس حالة الذعر التي سادت بين السكان.
لا مفر من الحرب
وقف حسين إبراهيم، النازح من ولاية الجزيرة، يراقب أعمدة الدخان ويقول: "ما حدث أكد لنا أن هذه الحرب ستصل إلينا في أي مكان"، ومع استمرار الأزمة، يعيش السكان في حالة من الترقب واليأس، إذ لا ماء ولا كهرباء، والأسواق مغلقة جزئياً، والمدارس أوقفت الدروس، فيما غادر البعض المدينة تحت جنح الظلام.
ورغم الأخطار، يواصل كثير من الأهالي حياتهم اليومية بقلق بالغ. وقال النور مختار عثمان: "لا بديل.. نحن في انتظار استقرار الوضع". وأكد أحمد علي، وهو بائع في السوق، أن "الوضع الحالي في بورتسودان مختلف عن أي وقت مضى"، مضيفاً أن الناس تعيش في ظل خوف دائم.
تدور الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، في أكبر أزمة إنسانية من نوعها بحسب الأمم المتحدة، في حين ينقسم السودان بين مناطق تسيطر عليها القوات النظامية في الشمال والشرق، ومناطق تخضع لسيطرة الدعم السريع في الغرب وأجزاء من الجنوب، وحتى وقت قريب، ظلت بورتسودان خارج دائرة القتال، ما جعلها مركزاً مؤقتاً للحكومة ووجهة للنازحين.